مجلس التوبة
مجلس الذكر مأتم الأحزان هذا يبكي لذنوبه وهذا يندب لعيوبه وهذا على فوت مطلوبه وهذا الإعراض محبوبه.
يَتَشاكى الواجِدونَ جَوىَّ واحِِداً وَالوَجدُ أَلوانُ أتدرونن هذا التائب لم أنّ وهذا الحزن كيف حنَّ ن ذكر عهدا كان قد صفا ثم تكدر فأنزعج لحال حال وتغير.
مَنازِلٌ كُنتُ تَهواها وَتَألَفَها أًيامَ أَنتَ عَلى الأيامِ مَنصورُ من سمع نوح الحمام ظن أنه لحسن صوته غنى بل لما ذكر من ماضي العيش.
وَإِذا الغَريبُ صَبا إِلى أَوطانِهِ شَوقاً فَمعناهُ إِلى أَحبابِهِ إنما يبكي المذنب على ديار قد عمرها بالتقوى كيف أخربتها الذنوب إِذا ذَكرَتَ نَجداً وَطيبَ تُرابُهُ وَبَردَ حَصاهُ آَخِرَ اللَيلِ حَنّت تَمَنَت أَحاليبَ الرَّعاءِ وَخيمَة بِنَجدٍ وَلَم يَحصُل لَها ما تَمَنّت يا من كان له معاملة فترك يامن خلط الدستور وضرب على الحساب زمان الوصال يستحق البكاء أطلال الحبيب تستوجب القلق.
ماءُ النُقَيبِ وَلَو مِقدارَ مَضمَضَةٍ شِفاءُ قًلبي وَغَيرُ الماءِ يَشفيني الوقت يقتضيك يا عاص فبادر بالتوبة منادي الوصال على باب القبول يصيح «وَسارِعوا» .
الغَيمُ رَطبٌ يُنادي يا نائِمين الصَّبُوحُ فَقُلتُ أَهلاً وَسَهلاً ما دامَ في الجِسم روحُ يا من كان له قلب: أين قلبك يا زمان الخيف: هل من عودة إن كنت فقدت قلبك فلا تيأس من وجوده.
فَقَد يَجمَعَ اللَهُ الشَتَيتينِ بَعدَما يَظَّنانِ كُلَّ الظَنّ أن لا تَلاقِيا سر بِوادي الطَلَبِ مُستَغيثاً بِلِسانِ الطَربِ رُدوا عَلى لَيالي التَي سَلَفَت لَم أَنسَهُنَّ وَما بِالعَهدِ مِن قِدَمِ ودع طبعك لسفر التوبة وارفق شرعك في طريق الصحبة واجهد راحلتيك لتلحق الرفقة وتهيأ للإحرام قبل الوقفة وانفذ الوية الشوق إلى منى قبل نخلة لعل رسالة الحب تصل من صاحب الكعبة.