المربع الذهبي بدون قطبي الكرة المصرية

المربع الذهبي بدون قطبي الكرة المصرية
الأهلي فريق نصفه وسط‏..‏ ويحتاح إلي وقفة تعبوية شتوية‏!‏
الزمالك عليه بناء فريق من الصفر فورا‏..‏ حتي لا يبدأ من تحته؟‏

انتهي الأسبوع الثالث عشر‏,‏ والمربع الذهبي يضم بتروجيت‏,‏ وإنبي‏,‏ والإسماعيلي وحرس الحدود‏..‏ ومن النادر أن يصل الدوري الي هذا الاسبوع دون أن نري داخل المربع الأهلي أو الزمالك‏..‏ هناك بالطبع مؤجلات‏,‏ لكن الأهلي خسر‏10‏ نقاط في‏9‏ مباريات وخسر مباراتين‏,‏ وهو الفريق الذي كان ينهي موسمه بلا هزيمة واحدة‏,‏ أما الزمالك فيكفي انه سجل هدفا واحدا في اخر أربع مباريات‏,‏ وهدفه الوحيد في مرمي الأوليمبي من تسديدة أرسلها المدافع البرازيلي ريكاردو وغير اتجاهها أحد لاعبي الفريق المنافس‏..‏ ثم إن الزمالك خسر‏3‏ مباريات في‏11‏ مباراة‏,‏ وبطل الدوري غالبا لا يخسر أكثر من مباراتين في المواسم الأخيرة‏..‏ فهل يدخل الفريق في دائرة المنافسة علي الرغم من ذلك؟‏!‏

في هذا الموسم تحديدا لم يطل اليأس بعد علي الأهلي أو علي الزمالك‏..‏ وفرصة الأول قطعا أفضل‏,‏ وهي نفس فرص الإسماعيلي الذي لعب واحدة من أجمل مبارياته أمام الزمالك‏,‏ وفاز بهدف وحيد كان يجب أن يزيد الي ثلاثة علي الأقل بفرص التهديف التي لاحت لمصطفي كريم وعمر جمال‏,‏ ولولا براعة عبدالواحد السيد لكانت الهزيمة نكسة‏!‏

أعود الي الأهلي‏,‏ فهو في أشد الحاجة الي وقفة تعبوية شتوية وهي وقفة مطلوبة بناء علي مارأيناه في مباريات الفريق ببطولة إفريقيا التي فاز بها‏,‏ ومبارياته في الدوري المحلي‏..‏ وهذا بغض النظر عما سنراه‏..‏ في اليابان‏..‏ فالأهلي أصبح فريقا للوسط‏,‏ نصفه لاعبو وسط‏,‏ وكثرة لاعبي هذا الخط لم تفد الفريق كثيرا في التهديف‏,‏ فباستثناء أبوتريكة وأهدافه الخمسة‏,‏ ولمساته الرشيقة‏,‏ وبركات وأهدافه الثلاثة واختراقاته التي يفوز فيها بركلات جزاء أو لا يفوز فيها بركلات جزاء لا تحتسب فهما باتا مفتاحين مستهدفين‏,‏ ومراقبتهما تفسد القدرة الهجومية للفريق القادمة من الخلف‏,‏ ولذلك نري ان أحمد حسن هو لاعب الوسط الوحيد الذي ساهم بهدف واحد من هذا الخط‏!‏

ويعاني الأهلي من نقص الكثافة الهجومية بعد رحيل عماد متعب‏,‏ وصحيح أن بعض المباريات تتطلب اللعب برأس حربة واحد مع المساندة من لاعبي الوسط‏,‏ إلا أن مباريات أخري تتطلب اللعب برأسي حربة‏,‏ وهناك نقص في هذا المركز الذي يشغله فيلافيو وحده دائما‏,‏ بينما لم يستفد الفريق من هاني العجيزي وأحمد حسن فرج‏,‏ ومنحت الفرصة بخجل لكل من بلال واسامة حسني‏..‏ أما خط الدفاع فهو يسأل عن هزيمة الشرطة والتعادل مع إنبي‏,‏ والخط يفتقد السرعة‏,‏ وقد لا يفتقد القوة الممثلة في الثلاثي وائل جمعة وشادي محمد وأحمد السيد بالترتيب‏..‏ والقوة بلا سرعة تهزمها أية سرعة‏!‏

الزمالك حكايته حكاية‏..‏ ففي مباراة الاسماعيلي تلاعب الدراويش بقيادة الاسطي حمص‏,‏ وبعثروا أصحاب الياقات البيضاء‏..‏ كان تفوق الإسماعيلي مطلقا علي كل المستويات‏,‏ وظهرت بصمة مدربهم ريكاردو في تغيير الإيقاع‏,‏ وهو اسلوب برازيلي صميم‏..‏ وجميع الدراويش يملكون مهارات‏,‏ وهو أمر نادر في الكرة المصرية بصفة عامة منذ عشرات السنين‏,‏ أمر نادر أن تجد فريقا واحدا بمدافعيه ووسطه وهجومه يملكون القدرة علي التعامل مع الكرة والالتصاق بها وخداع المنافس‏..‏ إلا أن الإسماعيلي حالة مزاجية‏,‏ ففي أحيان تراه البرازيل‏,‏ وفي أحيان نراه كوم حمادة لكن احذورا الدراويش حين يلعبون‏!‏

الزمالك أمام الإسماعيلي واصل كرته الحالية‏.‏ فكان يلعب بعشوائية وفردية‏,‏ وكل لاعب يريد أن يقول لجمهوره الصابر أنا الزمالك‏..‏ فكانت النتيجة انه لم يكن هناك زمالك‏..‏ وعلي الرغم من ذلك وحتي لا ألقي المسئولية علي اللاعبين وحدهم‏..‏ والتعلق بشماعة الإدارة غير المستقرة‏,‏ هناك ماهو أسوأ‏,‏ أنه غياب عقل المدير الفني هولمان‏,‏ فلا تراه في الملعب‏,‏ وهو فاقد السيطرة علي الفريق تماما وفاقد للحماس‏!‏

الزمالك كما قلنا منذ أشهر في حاجة الي عملية إعادة بناء‏..‏ ومن أسف أن جمهوره الصابر لا يريد أن يصبر الآن‏,‏ وهي عملية حيوية وبدونها سيغيب الزمالك وقد يسافر عاما أو ثلاثة أعوام أخري خارج المنافسة‏..‏ وقد يكون الحب مفقودا بين اللاعبين وبينهم وبين مدربهم‏,‏ لكن حرام ان يغيب الحب بين الجمهور وبين ناديه‏..‏ شجعوا الزمالك وجربوا أن تشجعوا لاعبيه مهما كانت النتائج‏,‏ فقد يذكرهم ذلك بناديهم‏!‏