محمدشاكر ¤° مشرف °¤
عدد المساهمات : 605 العمر : 34 الجنسية : المزاج : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 14/11/2008 الأوسمة :
| موضوع: في ليلة توبه الأحد نوفمبر 30, 2008 2:13 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذات مساء بارد ، كان يرسف صوب بيته ، مبتئس ، تمور الأحزان داخله ، تضغط على مشاعره ، تطفح تعابيرها على وجهه ، فتلفه بغلالة من الكآبة
يدخل بيته ، تلف المكان عباءة من الصمت الحالك ، طنين مخيف وكريه ، يمطر غيوما على نفسه ، يهرب للطعام ، لقيمات قليلة يفقد شهيته ، يد باردة تسحب قلبه ، ينسل الخوف إلى جسده ، يستل منه ماتبقى من دفء يرتجف ، يدثببردى ثقيلة ، يجلس إلى مكتبه ، يمد يدا باردة إلى كتاب ، يفتحه ، يبدو مشتتا ، يعرك جبهته ، يطوى الكتاب ، يتثاءب .
يأوى إلى مرقده ، يتكوم تحت غطاء ثقيل ، ينتظر النوم طويلا ، يزحم الصمت المخيف المكان ، تتزايد أنفاس البرد ، تدمر إحساسه بالدفء تماما ، تتزايد مخاوفه مجرجرة وراءها أحاسيس مقبضة ، يركل الغطاء ، يقفز من مرقده ، يزحف التعب من نفسيته إلى بدنه ، يحمل الغطاء فوق جسده ، يقنفذ فوق أريكة ، تحتشد الأحاسيس المقبضة حوله ، يدفعها ، تكشر عن أنيابها ، يشحب لونه يزدرد ريقه ، تضغط عليه ، يتدافعان ، يتماسكان ، يهادنها تصفعه ، يهادنها تلكمه ، يهادنها تطحنه ، يتذلل ، يخور .......... يهزه هاتف برفق ، يتساءل : بالأمس كان الليل ساكنا يلفه الأمان
تفكر فى يومه الرمادى ، الذى سحب وراءه ليلة قاتمة ، تذكر توبته .. إنها فسدت .. فسدت يندم .. كيف استدرجه الشيطان ؟؟ !! صرخات مكتومة تدوى داخله .. تراءى له الشيطان يضحك .. يتواثب فوق الأريكة .. يتراقص فوق المكتب .. كأنما يستعرض قوة وساوسه .. يعاود الهاتف هزّه .. يلبى .. يلملم نفسه ، يلقى الغطاء عنه .. يسبغ الوضوء ، ينشط ، يستحضر قلبه ، يواصل النشاط نماءه ، يعلو صوته : ــــ الـــــــــــلـــــــــــه أكــــــــــبــــــــــر ..........
يدخل حصنا ، يطيل الركوع ، يطيل السجود .. يتوب .. يتوب .. تدب مشاعر الراحة فى صدره .. يعيش فى ونس الصلاة ، يتذلل لمولاه ، يلهج لسانه بالدعاء ، يزكى الدعاء أنفاس الراحة فى صدره .... يبكى ، يعلو صوته بالنشيج ، يمسح دموعا ساخنة .. تهب مشاعر الراحة داخله قوية ، يشعر بحرارة فى قلبه ، تزحف من قلبه إلى جميع جسده ، تروع ماتبقى دخيلة نفسه من مخاوف .. تتملص الأحاسيس المقبضة ، تولى هاربة ، خارج نفسه ، خارج بيته ..... يخدر جسده ، يسرى الخدر إلى جميع أغواره ...
ينهى صلاته ، يتنهد تنهيدة ممطوطة كانت لها جذورا بأعماقه .. يتربع ، يلهج لسانه بالذكر ..... يهتز للأمام ، يهتز للخلف ، يهتز يمينا ، يهتز يسارا ..... يتراءى له الشيطان تدحرجه الأذكار ، تزويه فى ركن من الأركان ، يدفعها تصفعه ، يهادنها تركله ، يهادنها تطحنه ، يتذلل ، يخور ..... يتمتم فى مناجاة (( أرحنا بها يابلال)) يقوم منتشيا ، مطمئنا ملء صدره .. يشعر بالجوع ، يأكل ، يتثاءب ، تجتاحه رغبة حقيقة فى النوم ، يأوى إلى فراشه ، يغط فى نوم عميق ، ينام ساكنا وكأنه سقيم برىء لتوه من داء عضال........ نعم .. داء عضال ..فما أعضل داء الذنوب .. وصدق الأسود النخعى لمّا قال : ـــ أتدرون ماالداء .. وماالدواء .. وماالشفاء ؟؟ الداء الذنوب .. والدواء الاستغفار .. والشفاء التوبة التى لارجعة فيها ولانكوص . | |
|
an6556 منايلاوي نشيط
عدد المساهمات : 273 العمر : 46 الجنسية : المزاج : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 22/11/2008 الأوسمة :
| موضوع: رد: في ليلة توبه الإثنين ديسمبر 01, 2008 10:56 pm | |
| | |
|