نبدأ بعد الصلاة على رسول الله صلىالله عليه وعلىآله وصحبه وأنصاره وكل من اتبع سنته إلىيوم الدين وسلم، بهذا المسلسل والذي يحتوي علىحكم الله الكثيرة ومواعظ علمية يقينية، أتى ذكر ومسح عنها في آيات التدبر في كلمات السور القرآنية. يقول تعالى:
"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ المَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين"
الآية الكريمة تحدثنا عن مجموعة من الظواهر البحرية الفريدة وتغير حال البحر من طبيعته الهادئة إلى طبيعة أخرى فجائية ديناميكية متغيرة مع الوقت والقيمة مما يؤدي إلى حوادث غرق السفن مهما عظمت أبعادها ومهما امتلكت من سبل التقنيات، فعلى النحو المعلوم لنا الآن من أن التغير في حال البحر يصاحبه تغيرات مماثلة في درجات الحرارة والضغوط بما يجعل رواده يدعون الله خشية الغرق وما أن ينجيهم الله من الغرق حتى يعودوا إلى غيهم وطاغوتهم وعدم إخلاصهم لله والشرك به سبحانه وتعالى وأن عقاب الله لهذه الفئة الضالة سيكون شديد. ومن أمثلة هذه الحقائق العلمية هو ما حدث للسفينة التيتانيك.
كانت التيتانيك هي أعظم السفن وأكبرها حجما وغرقت وهي في رحلتها الأولى على الرغم من تحري الدقة في تقسيماتها الداخلية وعمل أقسام فرعية عرضية لأول مرة في تاريخ السفن البحرية
تفاصيل أسباب الغرق العلمية
من أسباب الكوارث في حياتنا هو الكفر بالله وتحدينا لمشيئته يظهر في مقطع من فلم تم إنتاجه لتخليد قصة غرق السفينة "التيتانيكR.M.S. Titanic "يمكن أن نشاهد أحد الأميرات البريطانية وهي تقوم بتدشين السفينة وتستمع إلى شرح من المهندس الألماني الذي قام بتصميمها وهو يحدثها عن إجراءات الأمان والإمكانيات الخارقة التي تتمتع بها، وعلى الفور تسأله الأميرة هل يمكن لهذه السفينة أن تغرق، فأجابها المهندس على الفور " الله لا يستطيع أن يغرقها ".
لقد تم تصميم السفينة وفقا لنظرية السفينة التي لن تغرق وتم تطبيق نظريات حسابات الطفو ودراسة وتحديد المسافات بين القواطع السدودة للمياه، وكذا حسابات ما يسمىبطول التغريق ثم حساب ما نعرفه نحن باسم معامل التقسيم الفرعي، والذي ينتح عنه طول السماح للعنبر والذي إذا ما غرق هذا الطول من السفينة فإن الطفو الاحتياطي لها سيقاوم عملية الغرق الكلي للسفينة. إلا أن الله أراد لهذه السفينة علي الرغم من كافة الاحتياطات الحسابية وأعمال التصاميم الهندسية أن يغرقها في رحلتها الأولى.
ولكنهاغرقت في رحلتها الأولى على الرغم من قيام مصممها ومعه مجموعة من المهندسين البريطانيين من عمل حسابات نعرفها نحن الآن باسم حسابات التغريق وفيها يتم دراسة تقسيم السفينة إلى أجزاء وعنابر بأطوال مسموحة، أي تحديد أطوال العنابر التي حال امتلاؤها لمياه البحر فإنها لن تغرق. إلا أن ما حدث في هذه الباخرة إنما هو شيء جدير بالدراسة وإلقاء الضوء عليه.
ترك الربان عجلة القيادة إلى ضابط أول السفينة، حيث كانت قد اقتربت كثيراًمن ميناء الوصول وعلىبعد سويعات قليلة من ميناء نيويورك وذلك حتى يتمكن من تقديم واجب الضيافة والحفاوة بكبراء القوم من ركاب السفينة، وكانت هذه هي بداية النهاية.
إذ ما أن تبين للضابط الأول وجود هالة من السواد تنبئ عن وجود جبل من الجليد في طريق الإبحار وتبعد عن مقدمة السفينة آنذاك بمسافة حوالي ثمانية أميال بحرية حتى أعطي القرار الخاطئ بإصداره الأوامر بتحويل وتغيير مسار السفينة فجأة من قيمة الصفر إلى أقصى قيمة لوضع الدفة مما نتج عنه إجهادات عصر فجائية للبدن نتج عنها حدوث شرخ بسطح السفينة والذي هيأت الظروف له الانتشار بسرعة الصوت في المادة مما أدي إلى إنشطار السفينة إلى جزئين غرق الجزء الأمامي منها في التو وفي اللحظة بينما ظل الجزء الخلفي يقاوم الغرق لمدة حوالي ساعتين ونصف الساعة كانت كافية لإنقاذ أقل من نصف عدد الركاب بينما غرق جميع من كانوا جهة المقدم من السفينة.
وغرقت السفينة في مياه المحيط في المسافة بين سواحل نيويورك وكندا، وقد ظن البعض خطئا أن السفينة قد ارتطمت بجبل من الجليد مع أن موضع غرقها كان يبعد عن أقرب جبل للجليد في المنطقة بقيمة تقدر بخمسة أميال بحرية أي مسافة تقدر بحوالي 10 كيلومترات. معنى هذا هو أن مادة الصلب التي تم تصنيع البدن منها كانت تعاني آنذاك فقرا في الممطولية يصل إلى درجة الاضمحلال عند درجات الحرارة المنخفضة.
وتصف لنا آيات الله في القرآن الكريم حقيقة علمية مؤكدة عن اتزان وسلامة السفن أثناء إبحارها فلننظر إلى قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: "وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرِيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (11/41)" صدق الله العظيم. فالسفينة هي الجسم الهندسي الوحيد الذي إذا ما حدث وأن مال إلى أحد الجوانب فإنه يعود لوضعه الرأسي مرة أخرى نتيجة تخليق عزوم استعدال داخلية يتم تخليقها ذاتيا حسب خطة توزيع الأحمال والبعد البياني فيما بين محصلة مراكز الثقل ومركز الطفو، وهذا التخليق الإلهي يسمي هندسيا باسم عزوم القصور الذاتي لجسم السفينة. لهذا كله فقد وضعت لنا هذه الكلمات أسسا حسابيا لو تمعنا فيها لما حدث لنا من تخلف ولكان لنا شأن آخر بين أمم الحاضر. وسوف اول موضوع استقرار السفن وعلاقته بمجريها ومرساها في بحث آخر قريب إن شاء الله تعالى.
كانت وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة آنذاك عن طريق استخدام جهاز التلغراف "مورس" والذي لا يمكنه استقبال الرسائل حال إرساله لذلك فلم تستقبل السفينة إشارات السفن الأخرى المرسلة عن طريق هذا الجهاز لإنذار السفينة التيتانيك بوجود جبل من الجليد أمامها. فقد كان جعل ضابط اللاسلكي أن جعل الجهاز معلقا على الإرسال فقط دون الاستقبال وذلك نتيجة إرساله لمقالات الصحافيين المتواجدين أثناء الرحلة إلى إدارات الصحف والمجلات ودور النشر آنذاك والذين لم يبخلوا عليه بالغالي والنفيس من البقشيش نظير إرساله لمحرراتهم إلى جرائدهم الرئيسية حتى ظهر أمام الضابط أول ظلا أسودا في عباب البحر عند خط الأفق.
كانت السفينة التيانيك آنذاك تقترب وتتقدم نحو جبل من الجليد، والذي كان يبعد عن مقدمتها آنذاك مسافة تقدر بحوالي 5 ميل بحري ( أي قرابة حوالي 10 كيلومتر تقريبا). فما كان من الضابط الأول إلا أن أعطى قراره الخاطئ بإدارة الدفة إلى أقصى نقطة تجنبا لحدوث الارتطام بالجبل. وما أن حدث هذا حتى سمع صوت دوي وانفجار أدى إلى حدوث الحادث. ولم يكن يعرف أحد آنذاك أن السبب الفعلي للغرق نتج عن تحول مادة الصلب المصنع منه بدن السفينة من حالة الممطولية وفقد الجثاءة نتيجة انخفاض درجة حرارة الماء عن- 35 درجة مئوية (كان الصلب آنذاك يتم تصنيعه بحيث أن تصل درجة حرارة التحول الحرجة إلى -10 درجات مئوية).
ولما تعرضت المادة إلى درجة حرارة تقل كثيرا عن درجة الحرارة الحرجة اللازمة للتحول فقد تحولت إلي مادة هاشية، والتي ما أن أعطىضابط أول السفينة قراره الخاطئ وليس بالتدريج فقد نتج عن هذا الفعل نوع من الإجهادات سمي بإجهادات الليّ والعصّر ومع سؤ حالة الجو والحالة الديناميكية والمتغيرة من أحمال أمواج البحر وفي ظل تحول المادة من مادة ذات ممطولية الي مادة هاشية فقد أدت هذه العوامل جميعها والتي تزامنت في آن واحد إلى حدوث الانهيار لجسم السفينة، وإحدىظواهره تكمن في حدوث انفجار يؤدي إلى انتشار الشروخ في المادة بسرعة الصوت فيها مما يحدث ما يسمى بالرعد المعدني "****l Bang" نتيجة فقد المادة للممطولية وتحولها إلى مادة هاشة مما جعل الركاب يظنون أنهم ارتطموا بجبل من الجليد وتسبب هذا في غرق السفينة التيتانيك، وكانت هذه السفينة قد بنيت حسب نظرية السفينة التي لن تغرق فأغرقها الله وهي في رحلتها الأولى.
الخلاصة والخاتمة والدروس المستفادة من حادث الغرق
نخلص من هذه الدراسة إلى أنه على الرغم من فعل الصدمة نتيجة حادث الغرق وضخامة عدد الغرقى فإننا استفدنا كثيرا من هذا الحادث المأساوي الأليم ونلخص أوجه الفائدة في النقاط التالية:
1) الإنسان ضعيف عليه أن يعترف بضعفه ولا يتحدى قدرة الله تعالى .
2) اتضح لنا جليا أن أحد أسباب الغرق هو فقد في طفو هذه السفن إلى حد حرج يحدث بعده الغرق. وعلىالرغم من دقة حسابات التغريق وحسابات التقاسيم الفرعية الداخلية ووضع قواطيع سدودة للمياه.
3) حدوث انهيار داخلي فجائي لبعض مقومات المتانة الطولية أو العرضية أو كلاهما معا نتيجة تحول المادة من حالة إلى حالة أخرى.
3) عدم توافر زوارق النجاة بالسعة والعدد الكافي أدى إلى فقد وحصد كثير من الأرواح