مررنا بالمسجد النبوي بالأمس على شاب في قد قارب الثلاثين سنة – تقديرا –
ممسكا بمصحفه ويراجع
شيئا من القرآن منهمكا في المراجعة .. ووجهه نور وعليه سكينة وهيبة ..
أمسكني بيدي زميل لي وقال لي تعال : نسلم على الأخ .. سلمنا عليه .. وقال
لنا حياكم الله ورحب بنا ..
كان من الذين يحبون من أول مرة .. !!
كما يصح التعبير ودعناه وذهبنا .. في لقاء سريع ..
قال لي الزميل لو تعلم قصة هذا الشاب .. !!؟؟
ما قصته ؟؟
قال زميلنا : هذا الأخ من اليمن ..
جاء للشيخ العالم المقرئ : محمد تميم الزعبي حفظه الله هنا في المسجد
النبوي ... وسلم عليه
وقال للشيخ : يا شيخ أريد أقرأ عليك القرآن ..
فقال له الشيخ : أنا الآن مشغول وقائمة الطلاب مشغولة عندي ولا أستطيع
الآن ..
فما كان من الطالب .. إلا أن ابتعد ... عن الشيخ قليلا .. وأخفض رأسه
وبكــى !!!! بكاءا مرا ..
لم يحتمل ... وبكى ..!!
والعجيب هنا والمؤثر ..
لم يبك على دنيا ... ولم يبك ... على مال .. ولا على شهوة فاتت ولا على
لذة امتنعت عليه ..
إنما حرم من قراءة كتاب الله ونيله الإجازة والسند من الشيخ الزعبي ..
بكــــــى !!
فرآه الشيخ وتأثر لحاله .. وناداه : فلان !!
التفت له وعينيه تفيض من الدمع ..
أشار إليه بأن يأتي عنده وكأن الشيخ يريد
أن يقول له كلاما يعتذر له وأيضا لن يستطيع يقرؤه ...
فلما أقبل وجلس بجواره نظر إليه الشيخ ... وقال له :
تفضل إقرأ الفاتحة إبدأ !!!
فما كان من الطالب إلا أن بكى ... وهذه المرة بكى بكاء الفرحة !! ...
بتعلم كتاب الله حتى ينطلق ويرجع
لبلاده يعلم الناس القرآن الكريم ...
بكى ...بدمع الفرح في مشهد مؤثر ..
هدأت نفسه واستعاذ بالله وبسمل وانطلق في قراءته على الشيخ ..
ولما قابلناه أمس قال أنه انتصف في قراءته القرآن ... والحمد لله ..
أرأيتم .. لماذا بكى ..؟؟
أطرقت رأسي بعد أن انتهى زميلنا من سرد أعجب قصة سمعتها ورأيت صاحبها
بعيني .. وددت
لو أعود لأقبل رأسه ..
اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا
وذهاب همومنا وغمومنا