بسم الله القوي العزيز والحمد لله الذى خلق الكون بقدرته وقدره بحكمته وحكمه بقوته وقواه بآدميته وخص بن آدم بعقليته فجعله بذلك خليفته ودله علي وحدانيته وعرفه بألوهيته سبحانه فوعد المؤمنين لصالح اعمالهم بصالح عاقبته وأنذر المشركين اعوذ بالله أن نكون منهم لسوء أعمالهم بسوء عاقبته واصلي واسلم علي نبينا وحبيبنا سيدنا محمد رسول الله عليه وعلي اصحابه الأخيار الذين نصروا الله فنصرهم ثم أم بعد**ان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ضربوا أروع الأمثلة فى الأستغناء عن متاع الدنيا واشتروا الآخرة فهى دارهم الأولي قبل أن يكيد ابليس لأبيهم آدم فأقسموا الا يفوز ابليس منهم بمعصية وسأروى لكم أخوتى فى الله نموزجا للصحابة وهو سيدنا أبو الدحداح رضى الله عنه انه من صحابة رسول الله وكان من أغنياء المدينة كان له بستان (كان فى عصر رسول الله غلاما يتيما له بستان فأراد أن يبني جدار يفصل بستانه عن بستان الذى بجواره لكن هنلك نخلة أعترضت هذا الجدار فذهب لجاره ليشتريها فرفض فألح عليه فرفض فذهب الغلام الي النبي يشتكي صاحبه فقال له النبي أئتني به ففعل فقال النبي للرجل أعط النخلة لأخيك فرفض قال له أناآمرك بذلك فرفض قال له بعها له ولك بها نخلة فى الجنة فرفض فسكت النبي وكان موجودا في المسجد حينئذ وسمع الحوار سيدنا أبا الدحداح فقال للنبي أتري يارسول الله ان أنا اشتريت النخلة وأعطيتها للغلام ألي بها نخلة في الجنة قال له نعم فأسرع الي الرجل قبل أن يغادر وقال له يأخى أتعرف بستاني قال نعم ومن يجهله انه بستان يتمناه تجار المدينة به ستمائة نخلة ومنزل وبئر فقال أبو الدحداح خذ بستانى كله واعطنى النخلة فعجب الرجل فأعاد كلامه علي الرجل فقال الرجل أوافق وشهد النبي والمسلمون علي البيع فأسرع أبو الدحداح الى الغلام وقال له يا غلام النخلة منى لك خذها وأذهب ففعل فقال أبو الدحداح للنبي يا رسول الله الى الآن نخلة فى الجنة فقال النبي كم من عطر الرباح لبى الدحداح في الجنة ولخذ يكررها حتى أنصرف أبو الدحداح وأسرع ليخرج زوجته وأبنائه من البستان وكان في حيرة كيف يخبرهم فلما وصل لم يدخل ووقف علي الباب ونادي قائلا ياأم الدحداح أخرجى من البستان فعجبت لأمره وقالت لماذا قال لها لقد بعته فقالت له بعت البستان بعته لمن قال بعته لله بنخلة فى الجنة قالت الله أكبر ربح البيع ورب الكعبة *(تأملي أيتها الأخت المسلمة)* فقالت له لاتدخل أنا سأخرج الأولاد ونادت علي أبنائها وأخذت تفتش جيوبهم فمن وجدت معه تمرا أخذته ووضعته علي الأرض وقالت له هذا لله فرأت أحد أبنائها وهو خارج بفمه تمرة فأخرجتها من فمه وقالت له هذا لله وهكذا انتقلوا من سعة الرزق الى ضيقه فشقوا في دنياهم ليجمعهم ربهم في الجنة هكذا كان الصحابة باعوا الدنيا بما فيها ليفوزوا بالآخرةوختاما أدعوا الله أن يرزقنا الجنة ويجمعنا بنبيه صلي الله عليه وسلم